À la une Histoire du mawlid Mouhammad, dernier Messager

Histoire du mawlid en arabe – قصة المولد

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِىَّ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتم رسل الله الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

IMG_3085

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نسبه وشرف أصله الكريم

الحمدُ للهِ الذِى اختارَ العَرَبَ مِنَ الخَلْقِ ثم اختار من العربِ قريشًا ثم اختار من قريشٍ بنِى هاشمٍ ثم اختارَ مِنْ بنِى هاشمٍ مصطفاه أبا القاسمِ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عبد الـمُطَّلِبِ واسمُهُ شَيْبَةُ بنُ هاشِم واسمه عَمْرُو بنُ عبدِ مَنَافٍ واسمُهُ الـمُغِيرَةُ بنُ قُصَىّ واسمُهُ زيدُ بنُ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بن كَعْبِ بنِ لُؤَىّ بنِ غالبِ بن فِهرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضْرِ بنِ كِنانةَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلياسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدّ بنِ عدنانَ سليلِ إسمعيلَ نَبِىّ اللهِ بنِ إبراهيمَ نَبِىّ اللهِ صلى الله عليه وعلى كُلّ نبِىّ وسلم فكان خِيَرَةً من خِيَرَةٍ من خِيَرَةٍ كما رَوَى البخارىُّ أنه صلى الله عليه وسلم قالَ

بُعثتُ مِن خيرِ قرونِ بنى ءادمَ حتى كنتُ منَ القرنِ الذى كنتُ منهُ 

وكما رَوَى مسلمٌ

إنَّ الله اصطفى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إسمعيلَ واصطفى قريشًا من كِنَانَةَ واصطفى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هاشمٍ واصطفانِى مِنْ بَنِى هاشمٍ 

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِـيَّ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتَمَ رُسُلِ اللهِ الصلاةُ والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

لم يكن في أصله إلى ءادم إلا نكاح ليس فيه سفاح

وجعلَ اللهُ تعالى ولادتَهُ صلى الله عليه وسلم من نكاحٍ فلم يكنْ فِى أصله صلى الله عليه وسلم إلى ءَادَمَ إلا نكاحٌ ليس فيه سِفاحٌ [1] كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البيهقىُّ

ما وَلَدَنِى من سفاحِ أهلِ الجاهليةِ شىءٌ ما وَلَدَنِى إلا نكاحٌ كنكاح الإسلام 

وإليه يشير الشّعْرُ المشهور عن  العبّاس بن عبد المطلب رَضِىَ الله عنه فِى مديحِهِ صلى الله عليه وسلم

مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِـى الظّلالِ وفِـى             مُسْتَوْدَعٍ حيثُ يُخْصَفُ الوَرَق2

ثم هَبَطْتَ البِلادَ لا بَشَرٌ أنـ                              ـتَ ولا مُضْغَةٌ ولا عَلَقُ

بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السُّفْنَ وقَدْ                            أَلْـجَمَ نَسْرًا وأهْلَهُ الغَرَقُ

 تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إلى رَحِمٍ                             إذا مَضَى عَالَـمٌ بَدَا طَبَقُ3

حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ الـمُهَيْمِنُ مِن                     خِنْدِفِ علياءَ تحتها النُّطُقُ 4

فأنتَ لَمَّا وُلِدْتَ أشْرَقَتِ الْـ                          أَرْضُ وضَاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ

فنحنُ فِـى ذلكَ الضّياءِ وفِـى النْـ                        نُورِ وسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِىَّ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتم رسل الله الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

فداء والده من الذبح

وكانَ عبدُ المطلبِ بنُ هاشمٍ جدُّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أرادَ أنْ يحفر بئرَ زمزم بعد أن كانت انطمرَتْ فعارضَهُ حَسَدَةٌ من قومِهِ كانوا يُفْسِدُونَ بالليلِ ما يصنع ولم يكنْ له يومئذٍ إلا ولدٌ واحدٌ ثم تزوَّجَ عبدُ الـمُطَّلِبِ النساءَ فوُلد له عشرة رَهْطٍ[5] فقال اللهم إنّى كنتُ قد نذرتُ لك نحرَ أحدِهِم وإنّـى أُقْرِعُ بينهم فأصِبْ بذلك مَنْ شئتَ فأقرعَ[6] بينهم فصارتِ القُرعةُ على عبد الله بنِ عبد الـمُطَّلِبِ وكان أحبَّ ولَدِهِ إليه فقال عبد الـمُطَّلِبِ هو أحبُّ إليكَ أو مائةٌ من الإبل ثم أقرعَ بينه وبين الإبل فصارتِ القُرعة على المائة من الإبل فنحرها عبد الـمطلب مَكان عبدِ الله وافتُدِىَ بها من الذَّبْحِ

زواج أبيه من أمه

وكانت أمُّهُ صلى الله عليه وسلم ءَامِنَةُ بنتُ وَهْبِ بن عبد مناف بن زُهْرَةَ بن كلاب فِى حَجْرِ عَمّهَا وُهَيْبْ بن عبد مناف بن زهرة فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَىّ بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبِى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه ءامنةَ بنتَ وَهْبٍ فزوَّجَها عبدَ الله بن عبد المطلب وخطبَ إليه عبدُ المطلب بن هاشم فِى مجلسِهِ ذلك ابنتَهُ هالةَ بنتَ وُهيبٍ على نفسِهِ فزوجَهُ إياها وكان تَزَوُّجُ عبدِ المطلب بن هاشم وابنِهِ عبدِ اللهِ فـِى مجلسٍ واحدٍ اهـ وفـِى طريقِهِ مرَّ عبد الـمطلب على امرأةٍ من بَنِى عبدِ الدارِ فرأتْ بين عَيْنَىْ عبدِ اللهِ غُرَّةً كَغُرَّةِ الفرسِ [7]مِنْ نُورٍ فَدَعَتْهُ لزواجِها وقالتْ هل لك فِىَّ يا ابنَ عبدِ الـمُطَّلِبِ فأبَى فانطلقَ فَزَوَّجَهُ ءَامِنَةَ بنتَ وَهْبٍ ثم رجعَ عبدُ اللهِ فَمَرَّ بالـمرأةِ من بنِى عبدِ الدَّارِ فقال هل لكِ فِىَّ أى فِى زواجِى فقالتْ لا مررتَ بِى وبين عينيكَ غرةٌ من نور فرجوتُ أن أصيبَه منك وقد ذهبتْ بِهِ ءامنةُ بنتُ وَهْبٍ اهـ

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِـىَّ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتَمَ رُسُلِ اللهِ الصلاةُ والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

حمل أمه به ووفاة والده

وحَمَلَتْ ءَامِنَةُ بالنبىّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ ما شعرتُ بأنَّنِى حَمَلْتُ به ولا وجدتُ له ثِقَلا كما يجد النساء إلا أنّى أنكرتُ رَفْعَ حَيْضَتِى ورُبَّمَا كانت تقولُ فأتانِى ءَاتٍ وأنا بينَ النائمِ واليَقْظَانِ فقال هل شعرتِ أنكِ حملتِ فكأنّى أقول ما أدرِى فقال إنكِ قد حملتِ بسيد هذه الأمة ونبيّهَا وذلك يوم الاثنين قالتْ فكان ذلك مِمَّا يَقَّنَ عندِى ثم أمهلنِى حتى إذا دَنَا وِلادِى أتانِى ذلك الآتِى فقال قُولِى أعيذه بالواحد الصمد من شرّ كلّ حاسدٍ اهـ وتُوُفّىَ أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْلٌ فإنَّهُ خرج إلى الشام إلى غزة فِى عَيْرٍ مِنْ عَيْرَاتِ قريش يحملون تجاراتٍ ففرغوا من تـِجَارَاتِـهِم ثم انصرفوا فمروا بالمدينة وعبد الله ابن عبد الـمطلب يومئذٍ مريضٌ فقال أنا أتخلفُ عند أخوالِى بنِى عَدِىّ بن النجار فأقام عندهم مريضًا شهرًا ومَضَى أصحابُهُ فقدموا مكة فسألَهُمْ عبدُ المطلب عن عبد الله فقالوا خَلَّفْنَاهُ عند أخواله بَنِى عَدِىّ بنِ النجار وهو مريضٌ فبعث إليه عبدُ المطلبِ أكبرَ أولاده الحارثَ فوجده قد تُوُفّىَ ودُفِنَ فِى دار النابغة وهو رجلٌ من بنِى عدىّ بن النجار وأخبره أخواله بمرضه وبقيامهم عليه وما وَلُوا من أمره وأنهم قبروه فرجع إلى أبيه فأخبره فوجد عليه عبدُ الـمُطَّلِبِ وإخوتُهُ وأخواتُهُ وَجْدًا شديدًا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ حَمْلٌ ولِعَبْدِ الله يوم تُوُفّىَ خمسٌ وعشرون سنةً

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِـىَّ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتَمَ رُسُلِ اللهِ الصلاةُ والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

ما ظهر من الآيات عند مولده

ثم وَلَدَتْهُ أمُّهُ صلى الله عليه وسلم لِتِسْعَةِ أشهرٍ مِنْ حَمْلِهِ وظهرتْ عندَ مولِدِهِ ءاياتٌ منها طلوعُ نَجْمِهِ قال زيد بن عمرو بن نُفَيل قال لِى حَبْرٌ من أحبار الشام قد خرج فِى بلدك نبىٌّ أو هو خارجٌ قد خرج نجمه فارجع فصدّقْهُ واتَّبِعْهُ اهـ وقال حسانُ بنُ ثابتٍ واللهِ إنّى لغلامٌ يَفَعَةٌ ابنُ سبعِ سنينَ أو ثمانٍ أعْقِلُ كُلَّ ما سمعتُ وسمعتُ يهوديًّا يصرخ بأعلى صوته على أُطُمِ يثربَ يا معشرَ يهودَ حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا ويلك ما لك قال طلع الليلة نجمُ أحمدَ الذِى وُلِدَ به اهـ

ومنها خروجُ النُّورِ قالتْ ءامنةُ بنتُ وَهْبٍ لقد عَلِقْتُ به تعنِى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فما وجدتُ له مشقةً حتى وضعْتُهُ فلما فصلَ مِنّى خرج منه نور أضاء له ما بين الـمَشْرِقِ والـمَغْرِبِ ثم وقع إلى الأرض معتمدًا على يديه ثم أخذ قبضةً من ترابٍ فقبضها ورفع رأسَهُ إلى السماء اهـ

ولَمَّا كانتِ الليلةُ التى وُلِدَ فيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ارْتَجَسَ إيوانُ كِسْرَى وسَقَطَتْ منه أربعَ عشرةَ شرفةً وخَمَدَتْ نارُ فارس ولم تَـخْمُدْ قبل ذلك بألف عام وغاضت بحيرةُ ساوةَ ورأى الـمُوبَذَانُ إِبِلاً صعابًا تقود خيلا عرابًا قد قطعتْ دجلةَ وانتشرتْ فِى بلادها فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وتصبَّرَ عليه تَشَجُّعًا ثم رأى أن لا يدَّخر ذلك عن وزرائه ومرازبته حين عِيل صبره فجمعهم ولبس تاجه وقعد على سريره ثم بعث إليهم فلما اجتمعوا عنده قال أتدرون في ما بَعَثْتُ إليكم قالوا لا إلا أن يخبرنا الـمَلِكُ بذلك فبينا هم كذلك إذ أتاه كتابٌ بِـخُمُودِ نار فارس فازداد غمًّا إلى غمّهِ ثم أخبرهم بما هالَهُ فقال الـمُوبَذَان وأنا أصلحَ اللهُ الـمَلِكَ قد رأيتُ فِى هذه الليلة ثم قصَّ عليه رؤياه فِى الإبل قال أىَّ شىء يكون هذا يا موبذان وكان أعلمَهُمْ فِى أنفسهم قال حدثَ حدثٌ من ناحية العرب فكتبَ كِسْرَى عند ذلك من ملك الملوك كسرى إلى النعمان بن المنذر أما بعد فَوَجّهْ إلَىَّ برجلٍ عالِمٍ بما أريد أن أسأله عنه فوَجَّهَ إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حَيَّانَ بن بُقَيْلةَ الغسانِىّ فلما قدم عليه قال ألك علمٌ بما أريد أن أسألك عنه قال يسألُنِى أو يُخْبِرُنِى الملكُ فإن كان عندِى منه علمٌ أخبرتُهُ وإلا دَلَلْتُهُ على مَنْ يَعْلَمُهُ قال فأخبَرَهُ بما رأى قال عِلْمُ ذلك عند خالٍ لِى يسكنُ مشارفَ الشامِ يقال له سَطِيحٌ قال فاذهبْ إليه فاسألْهُ وأْتِنِى بتأويلِ ما عِنْدَهُ فنهض عبدُ المسيح حتى قدم على سَطيحٍ وقد أشفى على الموتِ فسلم عليه وحيَّاهُ فلم يَحُرْ جوابًا فأنشد عبد المسيح أبياتًا من الشعر ففتح سطيحٌ عينيه ثم قال عبدُ المسيح على جملٍ مُشِيحٍ إلى سطيحٍ وقد أوفَى على الضريح بعثك ملك من بنِى ساسان لارتجاس الإيوان وخُمُودِ النيران ورؤيا الـمُوبَذَانِ رَأَى إبلا صعابًا تقود خيلا عِرابًا قد قطعتْ دجلة وانتشرت فِى بلادها يا عبدَ المسيحِ إذا كثرت التلاوة وظهر صاحب الـهَرَاوَةِ وفاضت وادِى السماوة وغاضتْ بحيرةُ ساوة وخمدتْ نارُ فارس فليس الشامُ لسطيحٍ شامًا يملك منهم ملوكٌ وملكات على عدد الشرفات وكلُّ ما هو ءاتٍ ءاتٍ ثم مات سطيحٌ فنهض عبد المسيح إلى رحله وقدم على كسرى فأخبره بقول سطيح فقال إلى أن يملك مِنَّا أربعة عشر ملكًا كانت أمورٌ وأمورٌ فمَلَكَ منهم عشرةٌ فِى أربعِ سنين وملكَ الأربعةُ الباقون فِى خلافةِ عثمانَ بنِ عفان رَضِىَ الله عنه

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِـىَّ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتَمَ رُسُلِ اللهِ الصلاةُ والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

تاريخ ميلاده وموضع ولادته

وكانت ولادةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الاثنين الثانِى عشر من شهر ربيع الأول فِى عامِ الفيلِ فِى المكانِ المعروفِ إلى الآنَ فِى مكةَ وكان عَقِيلُ بن أبِى طالب أخذه حين هاجر النبىُّ صلى الله عليه وسلم فبقيتِ الدارُ بيده وبيد ولدِهِ حتى باعه ولده من محمدِ بنِ يوسفَ الثقفىّ فأدخله فِى داره التى يقال لها البيضاء فلم يزل ذلك البيت فِى الدار حتى حجت الـخَيْزَرَان أم الخليفتين موسى وهرون فجعلته مسجدًا يُصلى فيه وأخرجته من الدار وأشرعته فِى الزقاق التى فِى أصل تلك الدار يقال لها زقاق المولد ولا اختلاف فِى ذلك عند أهل مكة

تسميته محمدا وأحمدَ

وكانتْ أمُّهُ ءَامِنَةُ أُتِيَتْ وَهِىَ حاملٌ به صلى الله عليه وسلم وقيلَ لَهَا أنْ تُسَمّيَهُ أحمدَ ومحمدًا وعَقَّ عنه جَدُّهُ فِى السابعِ مِنْ وِلادتِهِ وسَمَّاه محمدًا فلما سُئِلَ عن ذلك وأنه ليس هو من أسماءِ ءَابَائِهِ أجاب بأنه أراد أن يُحْمَدَ فِى السماء والأرض اهـ

ولم يجمع أحدٌ بين الاسمين أى أحمدَ ومحمدٍ قبلَهُ صلى الله عليه وسلم ولا ادَّعَى أحدٌ من القليلِ الذين سُمّوا قبلَهُ باسمِهِ النبوةَ حتى تحققتِ السِّمَتَانِ له صلى الله عليه وسلم ولم يُنَازَعْ فيهما

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِـىَّ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتَمَ رُسُلِ اللهِ الصلاةُ والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

رضاعه وما يتصل بذلك من شق الصدر

وأولُ مَنْ أَرْضَعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ثُوَيْبَةُ جاريةُ عمّهِ أبِى لهبٍ أرضعتْهُ أيامًا بلبنِ ابنٍ لها يقال له مسروحٌ وكانت قد أرضعتْ قبلَهُ حمزةَ بنَ عبدِ الـمُطَّلِبِ وبعده أبا سلمة بنَ عبدِ الأسدِ ثم قَدِمَ مكةَ نسوةٌ من بنِى سعد بن بكر يطلبن الرَّضَاعَ منهنَّ امرأةٌ يقال لَهَا حليمةُ قالت خرجتُ فِى نسوةٍ من بَنِى سعد بن بكر نلتمس الرُّضَعَاءَ بمكة على أتانٍ لِى قمراء فِى سنة شهباء لم تبقِ شيئًا ومعِى زوجِى ومعنا شارف لنا واللهِ إن تَبِضُّ علينا بقطرةٍ من لبن ومعِى صبىٌّ لِى إن ننام ليلتنا من بكائه ما فِى ثَدْيِى ما يُغنيه فلما قدمنا مكة لم تَبْقَ منا امرأةٌ إلا عُرِضَ عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فتأباه وإنما كنا نرجو كرامةَ الرَّضَاعَةِ من والد المولود وكان يتيمًا فَكُنَّا نقول يتيمٌ ما عسى أن تصنع أمه به حتى لم يبقَ من صواحبِى امرأةٌ إلا وأخذتْ صبيًّا غيرِى فكرهتُ أن أرجعَ ولم ءاخذ شيئًا وقد أخذ صواحبِى فقلتُ لزوجِى واللهِ لأرجعنَّ إلى ذلك اليتيم فلآخُذَنَّهُ فأتيتُ فأخذتُهُ ورجعتُ إلى رَحْلِى فقال زوجِى قد أخذته قلتُ نعم والله وذاك أنّى لم أجد غيرَهُ فقال قد أصبتِ فعسى الله أن يجعلَ فيه خيرًا قالت فوالله ما هو إلا أن جعلته فِى حَجْرِى أقبل عليه ثديِى بما شاء الله تعالى من اللبن فشرب حتى رَوِىَ وشرب أخوه يعنِى ابنها حتى رَوِىَ وقام زوجِى إلى شارفنا من الليل فإذا هى حافل فحلبها من اللبن ما شئنا وشرب حتى رَوِىَ وشربتُ حتى رويتُ وبتنا ليلتنا تلك شباعًا رُواءً وقد نام صبياننا قالت يقول أبوه تعنِى زوجها والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبتِ نَسَمَةً مباركةً قد نام صبيُّنا ورَوِىَ قالت ثم خرجنا فواللهِ لَخَرجَتْ أتانِى أمام الرَّكْبِ حتى إنهم ليقولون ويحكِ كُفّى عنَّا أليست هذه أتانَكِ التى خرجتِ عليها فأقول بلى واللهِ هى حتى قدمنا منازلنا من حَاضِرِ بَنِى سعد بن بكر فقَدِمْنا على أجدب أرضِ اللهِ فالذِى نفسُ حليمةَ بيده إن كانوا ليُسَرّحُون أغنامهم إذا أصبحُوا ويُسَرِّحُ راعِىَّ غنمِى فتروح بطانًا لُبَّنًا حُفَّلا وتروح أغنامهم جياعًا هالكة ما لها من لبن قالت فنشرب ما شئنا من اللبن وما من الحاضر أحدٌ يحلب قطرةً ولا يجدها فيقولون لرِعَائِهِمْ ويلكم أَلاَ تُسَرِّحُونَ حيث يُسَرِّحُ راعِى حليمة فيسرحون فِى الشّعْب الذى تَسْرَحُ فيه فتروح أغنامهم جياعًا ما بها من لبن وتروح غَنَمِى لُبَّنًا حُفَّلا.

وكان صلى الله عليه وسلم يَشبُّ فِى اليومِ شبابَ الصبىّ فِى شهر ويشبُّ فِى الشهر شباب الصبِىّ فِى سنةٍ فبلغ سَنَتَيْهِ وهو غلامٌ جَفْرٌ قالت فقدمنا على أمه فقلتُ لها وقال لها أبوه رُدّى علينا ابنِى فلْنَرْجِعْ به فإنا نخشى عليه وباءَ مكة قالت ونحن أَضَنُّ شىءٍ به مما رأينا من بركته قالت فلم نَزَلْ حتى قالتْ ارجعا به فرجعنا به فمكث عندنا شهرين قالت فبينا هو يلعب وأخوه خلف البيوت يرعيان بَهْمًا لنا إذ جاءنا أخوه يشتدُّ فقال لِى ولأبيه أدركا أخِى القرشىَّ قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقَّا بطنه فخرجنا نشتدُّ فانتهينا إليه وهو قائم مُنْتَقِعٌ لونه فاعتنقَهُ أبوه واعْتَنَقْتُهُ ثم قلنا أى بُنَىّ قال صلى الله عليه وسلم أتانِى رجلان عليهما ثيابٌ بيضٌ فأضجعانِى ثم شقَّا بطنِى فوالله ما أدرِى ما صنعا وكان الرجلانِ ملَكَينِ أحدهما جبريلُ عليه السلامُ وكان عليهما ثيابُ بياضٍ فأتيا بِطَسْتٍ من ذهبٍ فأخذه جبريلُ فصَرَعَهُ فشقَّ بطنَهُ عن قلبِهِ فاستخرج منه عَلَقَةً سوداء فطرحها وقال هذا حظُّ الشيطان منك ثم غسلا بطنه وقلبه ثم أعاد قلبه فِى مكانِهِ وَلأَمَ الشَقَّ ثم قال أحدهما للآخر زِنْهُ بمِائة من أمته فوزناه بهم فَوَزَنَهُمْ ثم قال دَعْهُ فلو وزنته بأمته لَوَزَنَها اهـ قالتْ حليمةُ فاحتملناه ورجعنا به قالت يقول أبوه يا حليمةُ ما أرى هذا الغلامَ إلا قد أُصيبَ فانطلقِى فلنردَّهُ إلى أهلِهِ قبل أن يظهر به ما نتخوَّفُ عليه قالت فرجعنا به فقالت ما يردُّكُما به وقد كنتما حريصَيْنِ عليه قالت فقلتُ لا والله إنا كَفَلْناه وأدَّيْنا الحقَّ الذِى يجب علينا فيه ثم تخوفنا الأحداثَ عليه فقلنا يكون فِى أهله فقالت أمه واللهِ ما ذاك بكما فأخبرانِى خبرَكُما وخبَرَهُ فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها بخبره قالت فتخوفتما عليه كلا واللهِ إنَّ لابْنِى هذا شأنًا ألا أخبركما عنه إنّى حملتُ به فلم أرَ حملا قطُّ كان أخفَّ ولا أعظم بركةً منه ثم رأيتُ نورًا كأنه شهابٌ خرج مِنّى حين وضعتُهُ أضاءتْ لِى أَعْنَاقُ الإبل بِبُصْرَى ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان وقع واضعًا يديه بالأرض رافعًا رأسَهُ إلى السماء دعاه والْحَقَا بشأنِكُمَا اهـ

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نَبِـىَّ الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتَمَ رُسُلِ اللهِ الصلاةُ والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

اللهُمَّ صلّ على سيدنا محمد وعلى ءَالِ سيدِنا محمد كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى ءَالِ إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ اللهُمَّ باركْ على سيدنا محمد وعلى ءَالِ سيدِنا محمد كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى ءَالِ إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ

جواز الاحتفال بمولده

وبسببِ نعمةِ ولادتهِ عليه الصلاةُ والسلامُ دأَبَ الـمُسلمُونَ على الاحتفالِ بمولِدِهِ من قرونٍ وقرونٍ شكرًا للهِ عزَّ وجلَّ على هذه العطية الكريمةِ والنعمةِ العظيمةِ يحتفلُ المسلمون بولادةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ عامٍ فِى وقتِ مولدِهِ كما رَوَى الإمامُ النسائىُّ أنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم سجد فِى ص وقال سجدَها داودُ توبةً ونَسْجُدُها شُكْرًا اهـ فهذا الحديثُ أصلٌ يدلُّ على إحداثِ الطاعةِ شكرًا لله تعالى على نعمةٍ سَلَفَتْ ثم تكرارِ ذلكَ وبه صرَّحَ الحافظُ السيوطىُّ رحمه الله

وروى الإمامُ البخارىُّ فِى صحيحِهِ قال حدثنا زيادُ بن أيوب حدثنا هشيمٌ حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لَمَّا قَدِمَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم المدينة وجدَ اليهودَ يصومون عاشوراء فسُئِلُوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذِى أَظْفَرَ فيه موسى وبنِى إسرائيلَ على فرعون ونحن نصومه تعظيمًا فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نحن أولَى بِمُوسَى منكم ثم أمر بصَوْمِهِ اهـ فهذا الحديثُ أيضًا أصلٌ لإحداثِ الطاعةِ شكرًا للهِ تعالى على نعمةٍ تقدَّمَتْ وتكرارِ ذلك فِى مثلِ وقتِ تلك النعمةِ من كلّ عامٍ كما يفعلُ المسلمون فِى ذِكْرَى الـمَوْلِدِ وبهذا صرَّحَ الحافظ ابنُ حجرٍ رحمه الله تعالى

ومثلُهُ ما رواه الإمامُ مسلمٌ فِى صحيحه عن صومِ يومِ الاثنينِ قال

ذاك يومٌ ولدتُ فيه ويوم بُعِثْتُ أو أُنْزِلَ علىَّ فيه 

فقولُهُ صلى الله عليه وسلم ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه صريحٌ فِى إحداثِ الطاعةِ فِى ذلك اليومِ وتَكرَارِها لكونِهِ ميلاده صلى الله عليه وسلم وعلى هذا درج المسلمون فى يوم المولد وبهذا صرَّحَ الحافظُ السيوطىُّ رحمه الله تعالى

ورَوَى أبو داود عن عائشة رضىَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال

إنَّ أحبَّ العملِ إلى اللهِ أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ

وكان أى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا عملَ عملا أثْبَتَهُ اهـ أى داوم عليه وواظب ولم يقطعه كما فسَّرَهُ الحافظُ وغيرُهُ

فَتَبَيَّنَ توافُقُ عَمَلِ المَوْلِدِ الشريفِ مع السنةِ النبويةِ الثابتةِ وأنها تدُلُّ عليه فَيَحْسُنُ ذلك ولو لم يفعلْها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنفسِهِ لا سيما وهِىَ داخلةٌ أصلا فِى مَا مَدَحَهُ الشرعُ وحثَّ عليه من ذِكْرِ الله عزَّ وجَلَّ وبيانِ الشمائلِ المحمديةِ ونشرِ العلمِ والاجتماعِ على ذلك وإطعامِ الطعامِ والشُّكْرِ على النّعَمِ والفرحِ بالعطايا الدينيةِ وإظهارِ شعائرِ الإسلامِ وقُوَّتِهِ فهى سُنَّةٌ حسنةٌ يشملُها ما رواه الإمام مسلم ابن الحجاج فِى صحيحِهِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال

مَنْ سَنَّ فِى الإسلامِ سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بها بعده كُتِبَ له مثلُ أجرِ مَنْ عَمِلَ بها ولا ينقُصُ من أجورهم شىءٌ ومَنْ سَنَّ فِى الإسلامِ سُنَّةً سيئةً فعُمِلَ بها بعدَهُ كان عليه مثلُ وِزْرِ مَنْ عمِلَ بها ولا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شىءٌ اهـ

أخذه إمامُنا الشافعىُّ رضىَ الله عنه وبَنَى عليه فقسم ما استُحدِثَ إلى قسمينِ محمودٍ ومذمومٍ وقال

 البدعةُ بدعتان محمودةٌ وبدعةٌ مذمومةٌ فما وافق السنةَ فهو محمودٌ وما خالف السُّنَّةَ فهو مذمومٌ

واحتجَّ بقول عمر بن الخطاب فِى قيامِ رمضانَ

نعمتِ البدعةُ هِىَ اهـ

ولا يشكُّ عاقلٌ أنَّ شكرَ اللهِ تعالى على ولادةِ الرحمةِ المهداةِ سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم من القسمِ الأولِ

وما أحسنَ ما قالَ صاحِبُنَا الأديبُ اللَّوْذَعِىُّ الشيخُ غانمُ بنُ عبدِ الرحمنِ ابنِ جَلُّولٍ الفوَّارىُّ حفظه الله

صُغْ دُرَّ مَدْحِ الحِبِّ من لأْلاَئِهِ واجْمَعْ رِداءَ العِزّ من أنْحَائِهِ

وانظُمْ بقلبِكَ من جواهرِ حُسْنه وَاطْوِ الغرامَ الـمَحْضَ فِى أثنائِهِ

رَصّعْ مِنَ النعتِ الشريفِ قصيدةً فالمدحُ بالإخلاصِ من عَصْمَائِهِ

وارقُمْ بديوانِ الأحبةِ رُتْبَةً يا فَوْزَ مَنْ قَدْ عُدَّ فِى رُتَبَائِهِ

هذا الربيعُ وللربيعِ تَأَلُّقٌ بِنَسيمِهِ والطّيبُ فِى أرجائِهِ

ببراعمٍ فَتَقَتْ بِبَسْمَةِ زهرةٍ فتغارُ صفراءٌ على حَمْرَائِهِ

وربيعُ أحْمدَ فائقٌ بِوِلادِهِ أىُّ الزهورِ بمثلِ حُلْوِ سَنَائِهِ

صبحٌ على وادٍ أنيسٍ قُدّسَتْ جَنَباته يَنْسَابُ فِى حَصْبَائِهِ

فَجْرٌ يُلَمْلِمُ بالهُدَى ثوبَ الدُّجَى لِيُخَلّصَ الإنسانَ من ظَلْمائِهِ

فتبوحُ أطرافُ النَّهَارِ بِحُبّهِ ويُذِيعُ عِطْرُ اللَّيْلِ مِنْ ءَانائِهِ

اللهُ جَمَّلَهُ بِحُسْنٍ كاملٍ ماذا أقولُ بِحُسْنِهِ وَبَهَائِهِ

وحياءُ أحمدَ ما حواه فِى الدُّنَى خِدْرٌ ولا تَلْقَاهُ مِنْ عَذْرَائِهِ

مَعْ أَنَّهُ بَطَلُ الـمَعَارِكِ تَنْضَوِى أُسْدُ الشَّرَى الأبطالُ تحت لوائِهِ

وَلَهُ مَعَالِى العِزّ من أوصافِهِ وَلَهُ مَعَانِى الخَيْرِ فِى أسمائِهِ

وله مقامُ الفضلِ ليس يَضِيرُهُ سهمُ الحَسُودِ مِنِ افْتِرَا أعدائِهِ

ءَافَاقُ عِزّ الهَاشِمِىّ مَصُونَةٌ ولَطَالَمَا ماتَ الحسودُ بِدَائِهِ

والحَاقِدُونَ أُنُوفُهُمْ تحتَ الثَّرَى والـمُصطفى الـمُختارُ فِى عَلْيَائِهِ

أُمثولةُ الأبطالِ فِى بدرٍ حَكَتْ نصرَ القليلِ على كثيرٍ تائِهِ

شَهِدَتْ مَلاَحِمُهُ مصارعَ طُغمةٍ واندَقَّ عُنْقُ الكفرِ فِى بيدائِهِ

والحَوْضُ حَوْضُ المؤمنينَ ودونَهُ رَغِمَ الشَّقِىُّ ولم يُصِبْ مِنْ مائِهِ

وسَمَا الذينَ تواضَعُوا لِمَليكِهِمْ وهَوَى التَّكَبُّرُ مِنْ عَمَا خُيَلائِهِ

إنّى أُحِبُّ مُحَمَّدًا وبِحُبّهِ أرجُو من الرحمن حُسْنَ جزائِهِ

إنّى أُحِبُّ مُحَمَّدًا وبِحُبّهِ قلبِى تَمَلَّى السَّعْدَ من سَوْدائِهِ

واللهِ ما شمسٌ على جبلٍ بَدَتْ أحلَى منَ الهَادِى على قَصْوَائِهِ

بدرٌ وما بدرٌ بِحُلَّةِ ليلَةٍ مِنْ سَيّدِى متدَثّرًا بِعَبائِهِ

فالشمسُ أحلَى أنْ تُنِيرَ بِحَيّهِ والبدرُ أحلَى إن سَرَى بِسَمائِهِ

وما أحسنَ قولَهُ أيضًا

عليكَ يا منَ حَكَتْ عن فضَلهِ الكتُبُ صلَّيْتُ سَلَّمْتُ ما جادَتْ لنا السُّحُبُ

يَا أيُّهَا الرحمةُ الـمُهداةُ يَا أملاً إذْ يَسْتَغِيثُ عُصَاةٌ فوقهم كُرَبُ

أنَا لَهَا قُلْتَها حقًّا فكنتَ لهَا مِنْ أينَ يا سّيدِى تأتيكُمُ الرِّيَبُ

فالمؤمنونَ إلى الجَنَّاتِ مَرْجِعُهُمْ طَهَ تَشَفَّعَ لا همٌّ ولا نَصَبُ

يا نِعْمَةَ اللهِ للخلقِ الضليلِ أتَتْ فزانَكَ الأطْيَبَانِ الحِلْمُ والأدبُ

لَمَّا أتَى نُورُكَ الهَادِى أضاءَ لنَا فَقَصَّرَ النَّيِّرَانِ البدرُ والشُّهُبُ

عَلَوْتَ كلَّ ملوكِ الأرضِ مرتبةً إذ قُوتك الأسْوَدَانِ الـمَاءُ والرُّطب

ربَّيْتَ صَحْبَكَ صانُوا صَرْحَ أُمَّتِنا وءَالُ بيتِكَ هم أسْيَادُنا النُّجُبُ

فقلتُ منكمْ عليكمْ فيكُمُ ولَكُمْ الهَدْىُ والـمُرْتجى والفَضْلُ والحَسَبُ

مُحَمَّدِىَّ الهَوَى إنْ نِلْتَ مغفرةً فحبُّ أحمدَ فِى نَيْلِ الرّضَى سبَبُ

مُحَمَّدِىَّ الهَوَى أبْشِرْ فَسَيّدُنا غَوْثٌ لأُمَّتِهِ إذ يُقطَعُ النَّسَبُ

شُدَّ الرّحَالَ إلى القبرِ الذِى قَصَدَتْ ترجو التَّبَرُّكَ منه العُجْمُ والعربُ

واترُكْ عذولا جهولا لا تُبالِ بِهِ وزِدْ هُيَامَكَ يأكلْ قلبَهُ اللَّهَبُ

عَظّمْ تَوَلَّهْ تَرَنَّمْ كرّمِ احْتَرِمَنْ إِتْبَعْ تَمَسَّكْ تَنَلْ تَعْظِيمُهُ يَجِبُ

وطِرْ على ناقةِ الأشواقِ فِى سَحَرٍ ما أطيبَ الوَصْلَ حظًّا حينَ تَقْتَرِبُ

وابْكِ المدينةَ وَجْدًا مَنْ أَحَبَّ بَكَى تلكَ الدموعُ لآلٍ دُونَهَا الذَّهَبُ

عَفّرْ جبينَكَ واغْضُضْ طرفَ مُلْتَمِسٍ أَعْتَابَ أحْمَدَ لا لومٌ ولا عَتَبُ

واستشعرِ الأنس واشْمَمْ عَرْفَ مسجِدِهِ إِسْتَغْفِرِ اللهَ سَلّمْ تَأْتِكَ الرُّتَبُ

ما أجملَ القبةَ الخضراءَ كيفَ لَنَا منِ سُندْسٍ أحمدىِّ الطهُّرْ نخَتْضبُ

يا ليتَ لِى وقفةً فِى قاعِ ذِى سَلَمٍ يهفُو الفؤادُ لَهَا بالشَّوْقِ ينتحِبُ

يا ليتَ لِى دعوةً عند الـمَقَامِ ضُحًى والقلبُ مُنْشَغِلٌ بالحُبّ مُسْتَلَبُ

يا ليتَ لِى سجدةً فِى روضةٍ قُدُسٍ أسرارُها مِنْ جنانِ الخُلْدِ تُجْتَلَبُ

يا ليتَ لِى قُبلةً أقْضِى بها شَجَنًا منِ طاهرِ الترّْبِ معنىَ القربِ أكَتْسبُ

لكلّ قلبٍ حبيبٌ يُستهامُ بِهِ لكنْ حبيبي رسولُ اللهِ أحْتَسِبُ

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا نببي الله الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا حبيبَ اللهِ الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا خاتَمَ رُسُلِ اللهِ الصلاةُ والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين

والله تعالى أعلم

[1] قوله (سِفَاحٌ) بكسر السّينِ الزنا وأن تقيم امرأةٌ مع رجلٍ على الفجورِ مِنْ غيرِ تزويجٍ صحيحٍ..

[2] قوله (حيث يُخصف الورق) أى الجنة حيث خصف ءَادَمُ وحواءُ عليهما من أوراقها.

[3] قوله (إذا مضَى عالَمٌ بدا طَبَقُ) أى إذا مضَى قرنٌ بدا قرنٌ وقيل للقرن طبق لأنهم طبق للأرض ثم ينقرضُون ويأتِى طبق ءَاخَر والطبق غطاءُ كلّ شىءٍ.

[4] قوله (حتَّى احتوَى بيتُك المهيمنُ) أراد بِبَيْتِهِ شرفَهُ العالِى والمهيمن نعتُ بيتٍ وهو الشاهد أى حتى احتوى شرفُك الشاهدُ على فضلِكَ )من خِندِف علياء تحتها النُّطُقُ( أى احتلَّ أعلى مكانٍ من نسل خِنْدِف فإنَّ النُّطُقَ بضمتين ما تُشدُّ به الأوساطُ وَضَرَبَهُ مثلا فِى ارتفاعه وتوسطه بين عشيرته وجعلهم تحته بمنْزِلَةِ أوساطِ الجبال.

[5] قوله (عشرة رهط) رهط الرجل قومه وقبيلته ويطلق على ما دون العشرة من الرجال ليس فيهم امرأة.

[6] قوله (فأقرع بينهم) مِنَ القُرْعَةَ وهِىَ معروفة.

[7] قوله (غرة كغرة الفرس) هو بياضٌ فِى جبهة الفرس فوق الدرهم.

Article précédent Histoire du mawlid